[b]
هل فلول مبارك أقوى من نظامه ؟!!
حسين عبد المعبود
الحوار المتمدن - العدد: 3374 - 2011 / 5 / 23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
راسلوا الكاتب-ة مباشرة حول الموضوع
هل فلول مبارك أقوى من نظامه ؟ !!
كثر الحديث عن النظام وفلول النظام أو فلول الحزب الوطني أو رجال أو فلول مبارك ، كلها مرادفات لمقصود واحد هو : بقايا نظام مبارك ورجاله وأتباعه وحوارييه من رجال أمن ورجال أعمال وأعضاء من الحزب الوطني وبلطجية .
فمن يقل فلول الحزب الوطني يقصد : بقايا وأشلاء الحزب الوطني باعتبار أنه كان المسيطر على كل شيء في مصر سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وفكريا .
ومن يقل رجال مبارك يقصد : بقايا التابعين لمبارك وعائلته وزبانيته وسطوتهم على كل شيء في مصر : الأرض وما عليها من إنسان أو حيوان أو جماد ، وما الحزب الوطني إلا مطية يمتطيها مبارك وزوجته وبنوه للتوجه حيث شاء أي منهم .
ومن يقل فلول النظام : يقصد التابعين لمبارك والتابعين لحوارييه الفسدة المفسدين ، ويقصد : البلطجية التابعين لرموز الحزب الوطني والمنتفعين بنظام الحكم الذي يستمد قوته وبطشه ونفوذه من الفساد وحماية الفسدة والمفسدين بل يغدق عليهم المنح والهدايا والهبات ليضمن ولاءهم .
وكثيرا ما تقوم هذه الفلول بأعمال خبيثة تضر بالثورة وتعطل مسيرتها في محاولة للنيل منها أو الالتفاف عليها لخلق الأزمات وإشاعة الفوضى والاضطرابات حتى تسود حالة من الخوف والرعب لنبكي على مبارك وأيامه ونترحم على النظام السابق ونتمنى لو عاد وعادت أيامه ، وفي هذا المناخ يعود الفسدة والمفسدون ولكن هيهات . هيهات .
ومن استغلال لبعض المطالب الفئوية المشروعة للتحريض على الوقفات الاحتجاجية المعطلة للعمل و معطلة للمرور ، إلى إشعال النار في مبان ومنشآت حكومية ومقار كثيرة لما كان يسمى بجهاز أمن الدولة ، ومن قبلها الاعتداء على متظاهري التحرير العزل بالجمال والجياد والسنج والمطاوي والمولوتوف بما عرف إعلاميا بمعركة االجمل وهي أول تحرك دموي لفلول النظام ومشاركة بعض رموزه بالاشتراك أو التحريض ، إلى التحريض على أحداث قنا ، إلى حرق كنيستي إمبابة بمزاعم تنم عن الغباء الديني والسياسي والاجتماعي ، ومن قبلها أحداث هدم كنيسة سول .
ومازلنا في انتظار لبعض أعمال التخريب وإثارة الفتن والاضطرابات ففلول النظام لم ولن تستسلم ، ولن تذهب إلى حال سبيلها ، بل ستبذل كل ما في وسعها
لإشاعة الاضطرابات للإخلال بالأمن والأمان وعدم الشعور بالطمأنينة للتأثير على السياحة وحركة الإنتاج وتدمير الاقتصاد ، ولن تتورع عن فعل كل ما من شانه تكدير الصفو العام ، والتأثير على السلام الاجتماعي ، وإثارة الفتن لسرقة الثورة أو الالتفاف عليها أوالانقلاب على اهدافها ، ويجب أن نكون على وعي وحذر دائم ونعد العدة لمواجهة ذلك لإفشاله أو وأده في المهد وفي كل الأحوال يجب محاسبة المسئول .
وهنا يكون السؤال : ءكل هذه الأعمال من صنع فلول النظام ؟ بلطجة ، تخريب ، حرق ، هدم ، تدمير ، فتن طائفية !! الفلول قادرة على كل ذلك ؟ هل الفلول أقوى من النظام ذاته ؟ سؤال يبدو غيريبا وغير منطقي ، فكيف يكون نظاما وفلوله أقوى منه ؟ وإذا كانت الفلول بهذه القوة فلماذا لاتعيد النظام ؟ والمنطقي أن النظام أقوى !! ولو كانت الفلول قوية حقا ما سقط النظام ؟
وللإجابة على ذلك يجب أن نضع في الاعتبار أن عملية بناء الدول تحتاج إلى جهد كبير ووقت طويل ومال كثير أما عملية الهدم فلا تحتاج إلا على أقل القليل من الجهد والوقت والمال مع العلم أن النظام وفلوله على استعداد للتضحية بأي شيء وإنفاق كل ما يمتلكون في سبيل إجهاض الثورة واستعادة النفوذ أو على الأقل عودة مناخ الفساد الذي يسمح لهم بالسلب والنهب وممارسة كل ألوان الفساد .
ويجب أن نعرف أن مبارك اعتمد في نظام حكمه على الحلول الأمنية : الحزب الوطني يرسم السياسات التي تبيح السلب والنهب والتزوير دعما لعملية توريث الملك ، وأي صاحب رأي أو فكر أو توجه يخدم مصالح مصر المحلية والإقليمية ولا يخدم عملية التوريث يقابل بكل قسوة وعنف : ضرب ، سجن ، سحل ، اختطاف واختفاء بواسطة جهاز أمنه الممثل في حبيب العادلي وغالبية رجال ما كان يسمى بجهاز أمن الدولة وبعض رجال الأمن من المنحرفين الموجودين في كل زمان وكل مكان .
والحزب الوطني لم يكن حزبا بالمعنى السياسي : رجال لهم برامج وأفكار وحلول لمشاكل مجتمعية وإقليمية ، وتوجهات سياسية واقتصادية واجتماعية ؛ بل مجموعة من أصحاب المصالح المنتفعين من وجود هذا النظام والذين ليس لهم أي رؤى سياسية أو غير سياسية ، وكل إمكاناتهم الطبل والزمر والتهليل وتفخيم الحاكم باعتبار أن ذلك هو طريق الوصول إلى قلب السلطان الذي يفتح لهم باب الوصول إلى كراسي السلطة وكنوز الثروة ليجلس على الكراسي من يجلس عدا كرسي السلطان وينهب من ينهب كما شاء وكل حسب إمكاناته ومواهبه في الطبل والزمر.
ولأن الطبالين والزمارين يفرون دائما مع أول كرسي في الكلوب فر أعضاء الحزب الوطني مع أول موجة احتجاجات قوية مما سهل الأمر على ثوار 25 يناير وباحتضان الشعب للثورة اختفى أعضاء الحزب الوطني عن المسرح تماما انتظارا لفرصة الوثوب للانقضاض على الثورة أو الالتفاف عليها .
ولأن حبيب العادلي وتابعيه من رجال الأمن انحرفوا بدور وزارة الداخلية المعروف والمتمثل في حفظ الأمن وتعقب اللصوص والمجرمين للحفاظ على الأرواح والممتلكات وحماية الوطن من عمليات الاختراق الداخلى كالجاسوسية وإثارة الفتن الطائفية إلى تعقب أصحاب الرأي وقمعهم إما بالسجن أو السحل أو الاختطاف والاختفاء الأمر الذي ولد كراهية شديدة ومتبادلة بين الشعب ورجال الداخلية ( المقصود العادلي ورجاله ) .
ولما كانت الكلمة للشعب دائما انفرط عقد الداخلية مع تنفيذ مخططها بإطلاق النار على المطالبين بالخبز والحرية وإطلاق سراح السجناء من اللصوص وعتاة الإجرام لترويع المواطنين ونشر حالة من الفوضى تعم المجتمع ليخرج المواطنون ويطالبون ببقاء مبارك أو ابنه جمال أملا في عودة حالة الأمن والاستقرار ( خطة كانت معدة سلفا تنفذ حال خروج الجماهير الرافضة للتوريث ) .
وانقلب السحر على الساحر ولم تستطع قوات العادلي أن تواجه موجات الغضب الشعبي واختفي رجال الأمن من مسرح الأحداث منهم من قدر الموقف ومنهم من شعر بالهزيمة التي أثرت عليه نفسيا فأصبح لا يستطيع مواجهة الشارع ومنهم من اختفى متحرفا لقتال ومصمما على انتقام .
بسبب فشل سياسات الحزب الوطني لغياب الرؤى وغياب الشفافية وانشغال أفراد النظام بالسلب والنهب وممارسة أعمال البلطجة تمهيدا لعملية التوريث التي كانت السبب الأول في انحراف أجهزة الأمن بقيادة العادلي ورفاقه أصبح النظام هشا ضعيفا مثل شجيع السينما .. بطل من ورق لا تظهر بطولته إلا عبر وسائل الإعلام فقط .
ونتج عن نجاح الثورة وهزيمة النظام هذه الفلول وهي مكونة من : رموز الحزب الوطني سواء الذين يحاكمون الآن أو الذين لم يحاكموا بعد ، وبعض رجال الأمن ( رجال العادلي على اختلاف رتبهم ) ، وبعض رجال الأعمال ، وتابعي هؤلاء من أعضاء المجالس المحلية والموظفين من ضعاف النفوس بما يمثل شبكة عنكبوتية لكل فرد فيها مجموعة من البلطجية الذين كانوا يتمتعون بأوضاع خاصة ويتقاضون مبالغ مالية تشبه الرواتب اعتمدوا عليها في معيشتهم وتدبير أمور حياتهم ؛ ولا تقل من أين هذه المبالغ التي يتقاضاها البلطجية ؟ من الحزب ... من جهاز أمن الدولة ... من رجال الأعمال ... من أعضاء مجلس الشعب ... جيب السبع ما يخلاش .
كل هذه القوى المكونة لشبكة المصالح تحارب الثورة دفاعا عن مصالحها الشخصية التي ضاعت مع نجاح الثورة ، ومعهم جيش البلطجية الذي أصبح لا يستطيع العيش لافتقاده الوضع المتميز والموارد المالية بعد أن فقد أصحاب الحظوة مواقعهم !! فلا بد وأن تتحد الفلول لمقاومة الثورة بكل قوة وعنف فتبدو لنا قوية ، وحقيقتها عكس ذلك تماما فهي ضعيفة جدا جدا .
مع ملا حظة أن أجهزة الإعلام مازال بها بقايا للعهد البائد فتضخم الأحداث ، مع تردد المجلس العسكري ومجلس الوزراء في اتخاذ القرارات الحاسمة والرادعة لهذه الفلول ، ويدعم الفلول أيضا بعض الأيادي الخارجية المشبوهة والغباء الديني والسياسي لبعض الجماعات التي تستغل بسطاء الناس وتثير عواطفهم الدينية والمذهبية .
ولكن ليكن في علم الجميع أن هذه الفلول ضعيفة ولن تستطيع أن تعيد الأمور إلى ما كانت عليه ، ومبارك رحل ولن يعود ونظامه في طريقه إلى الزوال لا محالة ، والغباء الديني والسياسي لن يستمر .. فعقارب الساعة لا تعود إلى الوراء .
هل فلول مبارك أقوى من نظامه ؟!!
حسين عبد المعبود
الحوار المتمدن - العدد: 3374 - 2011 / 5 / 23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
راسلوا الكاتب-ة مباشرة حول الموضوع
هل فلول مبارك أقوى من نظامه ؟ !!
كثر الحديث عن النظام وفلول النظام أو فلول الحزب الوطني أو رجال أو فلول مبارك ، كلها مرادفات لمقصود واحد هو : بقايا نظام مبارك ورجاله وأتباعه وحوارييه من رجال أمن ورجال أعمال وأعضاء من الحزب الوطني وبلطجية .
فمن يقل فلول الحزب الوطني يقصد : بقايا وأشلاء الحزب الوطني باعتبار أنه كان المسيطر على كل شيء في مصر سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وفكريا .
ومن يقل رجال مبارك يقصد : بقايا التابعين لمبارك وعائلته وزبانيته وسطوتهم على كل شيء في مصر : الأرض وما عليها من إنسان أو حيوان أو جماد ، وما الحزب الوطني إلا مطية يمتطيها مبارك وزوجته وبنوه للتوجه حيث شاء أي منهم .
ومن يقل فلول النظام : يقصد التابعين لمبارك والتابعين لحوارييه الفسدة المفسدين ، ويقصد : البلطجية التابعين لرموز الحزب الوطني والمنتفعين بنظام الحكم الذي يستمد قوته وبطشه ونفوذه من الفساد وحماية الفسدة والمفسدين بل يغدق عليهم المنح والهدايا والهبات ليضمن ولاءهم .
وكثيرا ما تقوم هذه الفلول بأعمال خبيثة تضر بالثورة وتعطل مسيرتها في محاولة للنيل منها أو الالتفاف عليها لخلق الأزمات وإشاعة الفوضى والاضطرابات حتى تسود حالة من الخوف والرعب لنبكي على مبارك وأيامه ونترحم على النظام السابق ونتمنى لو عاد وعادت أيامه ، وفي هذا المناخ يعود الفسدة والمفسدون ولكن هيهات . هيهات .
ومن استغلال لبعض المطالب الفئوية المشروعة للتحريض على الوقفات الاحتجاجية المعطلة للعمل و معطلة للمرور ، إلى إشعال النار في مبان ومنشآت حكومية ومقار كثيرة لما كان يسمى بجهاز أمن الدولة ، ومن قبلها الاعتداء على متظاهري التحرير العزل بالجمال والجياد والسنج والمطاوي والمولوتوف بما عرف إعلاميا بمعركة االجمل وهي أول تحرك دموي لفلول النظام ومشاركة بعض رموزه بالاشتراك أو التحريض ، إلى التحريض على أحداث قنا ، إلى حرق كنيستي إمبابة بمزاعم تنم عن الغباء الديني والسياسي والاجتماعي ، ومن قبلها أحداث هدم كنيسة سول .
ومازلنا في انتظار لبعض أعمال التخريب وإثارة الفتن والاضطرابات ففلول النظام لم ولن تستسلم ، ولن تذهب إلى حال سبيلها ، بل ستبذل كل ما في وسعها
لإشاعة الاضطرابات للإخلال بالأمن والأمان وعدم الشعور بالطمأنينة للتأثير على السياحة وحركة الإنتاج وتدمير الاقتصاد ، ولن تتورع عن فعل كل ما من شانه تكدير الصفو العام ، والتأثير على السلام الاجتماعي ، وإثارة الفتن لسرقة الثورة أو الالتفاف عليها أوالانقلاب على اهدافها ، ويجب أن نكون على وعي وحذر دائم ونعد العدة لمواجهة ذلك لإفشاله أو وأده في المهد وفي كل الأحوال يجب محاسبة المسئول .
وهنا يكون السؤال : ءكل هذه الأعمال من صنع فلول النظام ؟ بلطجة ، تخريب ، حرق ، هدم ، تدمير ، فتن طائفية !! الفلول قادرة على كل ذلك ؟ هل الفلول أقوى من النظام ذاته ؟ سؤال يبدو غيريبا وغير منطقي ، فكيف يكون نظاما وفلوله أقوى منه ؟ وإذا كانت الفلول بهذه القوة فلماذا لاتعيد النظام ؟ والمنطقي أن النظام أقوى !! ولو كانت الفلول قوية حقا ما سقط النظام ؟
وللإجابة على ذلك يجب أن نضع في الاعتبار أن عملية بناء الدول تحتاج إلى جهد كبير ووقت طويل ومال كثير أما عملية الهدم فلا تحتاج إلا على أقل القليل من الجهد والوقت والمال مع العلم أن النظام وفلوله على استعداد للتضحية بأي شيء وإنفاق كل ما يمتلكون في سبيل إجهاض الثورة واستعادة النفوذ أو على الأقل عودة مناخ الفساد الذي يسمح لهم بالسلب والنهب وممارسة كل ألوان الفساد .
ويجب أن نعرف أن مبارك اعتمد في نظام حكمه على الحلول الأمنية : الحزب الوطني يرسم السياسات التي تبيح السلب والنهب والتزوير دعما لعملية توريث الملك ، وأي صاحب رأي أو فكر أو توجه يخدم مصالح مصر المحلية والإقليمية ولا يخدم عملية التوريث يقابل بكل قسوة وعنف : ضرب ، سجن ، سحل ، اختطاف واختفاء بواسطة جهاز أمنه الممثل في حبيب العادلي وغالبية رجال ما كان يسمى بجهاز أمن الدولة وبعض رجال الأمن من المنحرفين الموجودين في كل زمان وكل مكان .
والحزب الوطني لم يكن حزبا بالمعنى السياسي : رجال لهم برامج وأفكار وحلول لمشاكل مجتمعية وإقليمية ، وتوجهات سياسية واقتصادية واجتماعية ؛ بل مجموعة من أصحاب المصالح المنتفعين من وجود هذا النظام والذين ليس لهم أي رؤى سياسية أو غير سياسية ، وكل إمكاناتهم الطبل والزمر والتهليل وتفخيم الحاكم باعتبار أن ذلك هو طريق الوصول إلى قلب السلطان الذي يفتح لهم باب الوصول إلى كراسي السلطة وكنوز الثروة ليجلس على الكراسي من يجلس عدا كرسي السلطان وينهب من ينهب كما شاء وكل حسب إمكاناته ومواهبه في الطبل والزمر.
ولأن الطبالين والزمارين يفرون دائما مع أول كرسي في الكلوب فر أعضاء الحزب الوطني مع أول موجة احتجاجات قوية مما سهل الأمر على ثوار 25 يناير وباحتضان الشعب للثورة اختفى أعضاء الحزب الوطني عن المسرح تماما انتظارا لفرصة الوثوب للانقضاض على الثورة أو الالتفاف عليها .
ولأن حبيب العادلي وتابعيه من رجال الأمن انحرفوا بدور وزارة الداخلية المعروف والمتمثل في حفظ الأمن وتعقب اللصوص والمجرمين للحفاظ على الأرواح والممتلكات وحماية الوطن من عمليات الاختراق الداخلى كالجاسوسية وإثارة الفتن الطائفية إلى تعقب أصحاب الرأي وقمعهم إما بالسجن أو السحل أو الاختطاف والاختفاء الأمر الذي ولد كراهية شديدة ومتبادلة بين الشعب ورجال الداخلية ( المقصود العادلي ورجاله ) .
ولما كانت الكلمة للشعب دائما انفرط عقد الداخلية مع تنفيذ مخططها بإطلاق النار على المطالبين بالخبز والحرية وإطلاق سراح السجناء من اللصوص وعتاة الإجرام لترويع المواطنين ونشر حالة من الفوضى تعم المجتمع ليخرج المواطنون ويطالبون ببقاء مبارك أو ابنه جمال أملا في عودة حالة الأمن والاستقرار ( خطة كانت معدة سلفا تنفذ حال خروج الجماهير الرافضة للتوريث ) .
وانقلب السحر على الساحر ولم تستطع قوات العادلي أن تواجه موجات الغضب الشعبي واختفي رجال الأمن من مسرح الأحداث منهم من قدر الموقف ومنهم من شعر بالهزيمة التي أثرت عليه نفسيا فأصبح لا يستطيع مواجهة الشارع ومنهم من اختفى متحرفا لقتال ومصمما على انتقام .
بسبب فشل سياسات الحزب الوطني لغياب الرؤى وغياب الشفافية وانشغال أفراد النظام بالسلب والنهب وممارسة أعمال البلطجة تمهيدا لعملية التوريث التي كانت السبب الأول في انحراف أجهزة الأمن بقيادة العادلي ورفاقه أصبح النظام هشا ضعيفا مثل شجيع السينما .. بطل من ورق لا تظهر بطولته إلا عبر وسائل الإعلام فقط .
ونتج عن نجاح الثورة وهزيمة النظام هذه الفلول وهي مكونة من : رموز الحزب الوطني سواء الذين يحاكمون الآن أو الذين لم يحاكموا بعد ، وبعض رجال الأمن ( رجال العادلي على اختلاف رتبهم ) ، وبعض رجال الأعمال ، وتابعي هؤلاء من أعضاء المجالس المحلية والموظفين من ضعاف النفوس بما يمثل شبكة عنكبوتية لكل فرد فيها مجموعة من البلطجية الذين كانوا يتمتعون بأوضاع خاصة ويتقاضون مبالغ مالية تشبه الرواتب اعتمدوا عليها في معيشتهم وتدبير أمور حياتهم ؛ ولا تقل من أين هذه المبالغ التي يتقاضاها البلطجية ؟ من الحزب ... من جهاز أمن الدولة ... من رجال الأعمال ... من أعضاء مجلس الشعب ... جيب السبع ما يخلاش .
كل هذه القوى المكونة لشبكة المصالح تحارب الثورة دفاعا عن مصالحها الشخصية التي ضاعت مع نجاح الثورة ، ومعهم جيش البلطجية الذي أصبح لا يستطيع العيش لافتقاده الوضع المتميز والموارد المالية بعد أن فقد أصحاب الحظوة مواقعهم !! فلا بد وأن تتحد الفلول لمقاومة الثورة بكل قوة وعنف فتبدو لنا قوية ، وحقيقتها عكس ذلك تماما فهي ضعيفة جدا جدا .
مع ملا حظة أن أجهزة الإعلام مازال بها بقايا للعهد البائد فتضخم الأحداث ، مع تردد المجلس العسكري ومجلس الوزراء في اتخاذ القرارات الحاسمة والرادعة لهذه الفلول ، ويدعم الفلول أيضا بعض الأيادي الخارجية المشبوهة والغباء الديني والسياسي لبعض الجماعات التي تستغل بسطاء الناس وتثير عواطفهم الدينية والمذهبية .
ولكن ليكن في علم الجميع أن هذه الفلول ضعيفة ولن تستطيع أن تعيد الأمور إلى ما كانت عليه ، ومبارك رحل ولن يعود ونظامه في طريقه إلى الزوال لا محالة ، والغباء الديني والسياسي لن يستمر .. فعقارب الساعة لا تعود إلى الوراء .