إطلاق واحة التمدن - واحة الرأي والرأي الأخر
لماذا لا ترحل حكومة شفيق ؟!
حسين عبد المعبود
الحوار المتمدن - العدد: 3294 - 2011 / 3 / 3
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
راسلوا الكاتب-ة مباشرة حول الموضوع
هناك حالة من الضبابية ، وعدم وضوح الرؤية لقطاع كبير من أبناء شعبنا المصري العظيم تؤدي إلى جدل كبير بين المؤيدين والمعارضين لوجود حكومة الفريق شفيق ، مما يؤثر على مسيرة ثورة الشعب المصري الذي هب في الخامس والعشرين من يناير لإسقاط النظام مضحيا بأكثر من 400 شهيد من خيرة أبنائه ، وحوالي 5000 مصاب منهم حوالي 1000 أو يزيد مصابون إصابات خطيرة أدت وتؤدي إلى عاهات مستديمة معظمها في العين .
فالبعض يرى أن الرجل مهذب ، ورزين ، وهادئ يجيد اختيار الألفاظ المهذبة ، وله تاريخ عظيم ومشرف ، وماضيه في وزارة الطيران المدني يشهد بذلك ، ويجب أن نعطيه الفرصة ، ثم نحكم على النتائج ، والبعض الأخر يرى أنه جزء من نظام فاسد ذهب رئيسه ويجب أن يذهب كل رموز هذا النظام وحواريوه ومريدوه ، فلماذا الإبقاء على شفيق وحكومته ، أليس شفيق جزء من النظام الذي ولى رئيسه ، وأن الجموع المصرية خرجت تقول : الشعب يريد اسقاط النظام ، ولم تقل اسقاط الرئيس .
وإذا نظرنا إلى الموضوع بروية وموضوعية نجد أن الفريق شفيق كان وزيرا في نظام مبارك لمدة طويلة لم نسمع خلالها عن خلاف بينه وبين أي من أفراد النظام وإن قيل غير ذلك ، فالعبرة بالنتائج ، وما معنى أن تبدي امتعاضك أو استياءك لنظام فاسد لا يسمع إلا نفسه وأنت في ذات الوقت جزء من هذا النظام ، أو على الأقل تشارك في صناعة تجميله , فكنت أحد أسباب الخداع التي أدت إلى طول مدة بقاء واستمرار ذلك النظام الفاسد المخادع السارق الناهب لثروات الشعب .
من الذي اختار شفيقا ليكون رئيسا للوزراء غير مبارك ؟! الفاسد الطاغي الظالم المستبد المذل لشعبه . ولمن يكون ولاء الفريق شفيق غير الولاء لمبارك الذي اختاره ، وهل من الممكن أن يكون له ولاء أخر بعد أن أقسم يمين الولاء أمامه ، أو على الأقل الولاء لنظامه .
ونتساءل ويتساءل الكثير ألم يشهد الفريق شفيق انتخابات مجلس شعب مبارك المزورة ؟.
ألم يشهد الفريق شفيق سيناريوهات الإعداد لمسلسل التوريث ؟
ألم يعرف شيئا عن عمليات النهب لثروات الشعب ؟
ألم يعرف شيئا عن كم المظالم التي تعرض لها أبناء الشعب ؟
ألم يسمع عن الجرائم التي ارتكبها جهاز أمن دولة مبارك ؟
وما رأيكم في موقف الفريق شفيق من موقعة الجمل والحصان والحمار التي لم نر ، ولم نسمع عن مثلها على مدار التاريخ البشري ، واقرأوا صفحات تاريخ أعتى نظم الاستبداد وإذا وجدتم شيئا من ذلك أو مثله فأكون شاكرا لكم .
فعندما حدثت المعركة وسئل قال : لا أعرف المتورطين ، وعيب كبير أن لا يعرف رئيس الوزراء ، وإذا كان رئيس الوزراء لا يعرف فمن الذي يعرف ؟ ثم وعد بعدم تكرار ما حدث وفي اليوم التالي تكرر المشهد ! ووعد بأن سيكون للحكومة موقف بعد معرفة المتورطين الذين سيتم معرفتهم خلال 48 ساعة ، والآن وبعد مرور أكثر من شهر لم يعرف الجاني ، وبالتالي لم يقدم أحد للمحاكمة ، مع العلم أن إحدى الوطنيات قالت : يا معالي رئيس الوزراء إن كنت لاتعرف فأنا أعرف ، ومع ذلك لم يتحرك ولم يتحرك أحد ، ولو ذهب مخبر سري إلى نزلة " السمان " لعرف الحقيقة كاملة ، وعرف المحرضين بالاسم .
هل نجد مبررا واحدا لوجود السيد / أحمد أبو الغيط وزير الخارجية وهو المسئول عن سوء علاقات مصر الدولية وافتعال عداوات لدول عربية وإقليمية دون سبب واضح ، كما أنه من رموز النظام الفاسد الذي أضاع هيبة مصر ، وأفقدها دورها العربي والإقليمي والعالمي ، واسألوا السيد / أبو الغيط هل لديه معلومات عن البحارة المصريين المحتجزين على متن سفينة احتجزها قراصنة قبالة سواحل الصومال ؟ اسألوه عن ثورة 25 يناير سيقول : أنهم مجموعة من البلطجية تحركها أياد أجنبية . وهذا مسجل ! إنه مازال يفكر بطريقة الحزب الوطني .
انظروا إلى السيد / محمود وجدي وزير الداخلية الذي أتى إلى الوزارة في ظرف دقيق وبعد كل ما تكشف من فساد وتقصير وانفلات أمني ، أدى إلى إرهاب وترويع الآمنين ، ونشر الفوضى في ربوع البلاد ، وحريق لبعض الممتلكات العامة والخاصة ، وبعد أن قامت الشرطة بإطلاق النار على المتظاهرين تجده يقول : " أن الشرطة قد أدت دورها على أكمل وجه " وعندما سئل عن أحداث معركة الجمل والحصان كانت الإجابة مثيرة للدهشة والسخرية فقد قال : " أن الذين كانوا فوق الأسطح منهم من يحملون قنابل المولوتوف ، ومنهم القناصة هم من المتظاهرين وكانوا يتحدثون بغير العربية " أي انهم من دول أجنبية في محاولة لإلصاق التهمة إلى المتظاهرين وإلى جهة أجنبية اندست وسط المتظاهرين لتبرئة المتورطين من أعضاء الحزب الوطني ، ومن رجال الأعمال ، ومن جهاز أمن الدولة . فرجل هذه قناعاته ، وهذا تفكيره ، وهذا منهجه يمكن أن يكون وزيرا لداخلية دولة مثل مصر بظروفها الحالية ! وهل من الممكن أن يكون مسئولا عن أمن شعب أبي مثل شعب مصر .
انظروا إلى السيد المستشار / ممدح مرعي وزير العدل الذي اختير من قبل مبارك مؤسس دولة الفساد ( مصر ما قبل 25 يناير ) وهل يمكن ان يكون وزير عدل لمصر ما بعد 25 يناير ؟ بصرف النظر عن ما قيل عنه وعن انتخابات الرئاسة الماضية ، وعن انتخابات مجلس الشعب 2010 ، وكيف ذلك وقد شارك نظام أجرم في حق المصريين بتعديلات دستورية مشينة آخرها تشوهات 2005 , 2007 خاصة المادة 76 الذي لم يؤخذ رأي القضاة فيها وأبلغ تعبير عنها كان للسيد المستشار / محمود أبو الليل وزير العدل السابق فقد قال عنها : " أنها نزلت من علي "
ياسادة إنها حكومة الأخلاق الحسنة ، والعبارات المهذبة وهاتان الصفتان لاتغنيان ولا تسمنان من جوع لذلك وجب الرحيل ، فالحكومات لابد أن يكون لها أفكار ومناهج تترجم إلى خطط وبرامج عمل ، ونحن لم نر لها عملا واحدا إلى الآن ، كل ماتم كان بمبادرات من المجلس الأعلى للقوات المسلحة استجابة لبعض مطالب جماهير الشعب المتواجدة في ميدان التحرير .
ونقول للذين يقولون أن التظاهرات تؤدي إلى تعطيل العمل أن معظم التظاهرات ذات المطالب الفئوية هي من صنع بقايا النظام الفاسد وفلول الحزب الوطني ومباحث امن الدولة ، وإن كنا نتعاطف مع بعض هذه التظاهرات وليس كلها ونود أن يكون هناك وعد من قبل المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتلبية مطالبهم عندما تستقر الأمور ، والشعب كله ثقة في قواته المسلحة .
كما أن تظاهرات التحرير تكون يوم جمعة أي ليس يوم عمل ، وفي مكان محدد ، فكيف يعطل العمل ، ومتى كان النظام البائد حريصا على العمل .
إن مثل هذا الكلام أكبر دليل على أن من يروج له إما مخدوع لا يعرف الحقيقة ، وإما من بقايا نظام رجل مخلوع ، أبعد كل هذا الفساد والانحراف ماكشف منه ، وما لم يكشف بعد نجد من يؤيد بحجة أنها حكومة تيسير أعمال لفترة محددة ومصيرها الزوال ، وسوف يحل محلها حكومة جديدة .
وما الضمان أن يتم نقل السلطة وتشكيل حكومة جديدة قبل أن يلتف بقايا النظام وفلول الحزب الوطني على الثورة بمساعدة بقاياهم الموجودة في الحكم لضمان إيجاد نظام موال لهم وللنظام السابق حرصا على مكتسباتهم التي اغتصبوها ، وخوفا على مستقبلهم السياسي والاقتصادي في ظل دولة القانون التي قد تسائلهم ، وقد يكون مصيرهم السجون .
باختصار شديد ، وبصرف النظر عن كل ما قيل ، وسواء اقتنع البعض أو لم يقتنع ، فهم رجال نظام له سماته ، ونحن الآن نسعى نحو نظام آخر بسمات غير السمات ، ومنظومة غير المنظومة ، ومن يصلح لنظام لا يصلح لنظام اخر .
كما أن المؤيدين لبقاء شفيق ليسوا من رجال التحرير ، ولا من المتعاطفين معهم والجميع قد اعترف أنهم قد حققوا ما لم يستطع غيرهم تحقيقه ، وأنهم قد أعادوا لنا الأمل ، وأن ثورتهم أعظم ثورة في تاريخ الشعب المصري ، فلنتركهم وِشأنهم ، فكل حساباتنا كانت خاطئة ، ووجب علينا أن نسمع لهم ونؤيد مطالبهم مادامت مشروعة ، وإذا قالوا فلترحل حكومة شفيق فلترحل حكومة حكومة شفيق . أو فليرحل الغير مرغوب فيه بمبادرة شخصية منه ويعفي الجميع من الحرج .
0Share
في
لماذا لا ترحل حكومة شفيق ؟!
حسين عبد المعبود
الحوار المتمدن - العدد: 3294 - 2011 / 3 / 3
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
راسلوا الكاتب-ة مباشرة حول الموضوع
هناك حالة من الضبابية ، وعدم وضوح الرؤية لقطاع كبير من أبناء شعبنا المصري العظيم تؤدي إلى جدل كبير بين المؤيدين والمعارضين لوجود حكومة الفريق شفيق ، مما يؤثر على مسيرة ثورة الشعب المصري الذي هب في الخامس والعشرين من يناير لإسقاط النظام مضحيا بأكثر من 400 شهيد من خيرة أبنائه ، وحوالي 5000 مصاب منهم حوالي 1000 أو يزيد مصابون إصابات خطيرة أدت وتؤدي إلى عاهات مستديمة معظمها في العين .
فالبعض يرى أن الرجل مهذب ، ورزين ، وهادئ يجيد اختيار الألفاظ المهذبة ، وله تاريخ عظيم ومشرف ، وماضيه في وزارة الطيران المدني يشهد بذلك ، ويجب أن نعطيه الفرصة ، ثم نحكم على النتائج ، والبعض الأخر يرى أنه جزء من نظام فاسد ذهب رئيسه ويجب أن يذهب كل رموز هذا النظام وحواريوه ومريدوه ، فلماذا الإبقاء على شفيق وحكومته ، أليس شفيق جزء من النظام الذي ولى رئيسه ، وأن الجموع المصرية خرجت تقول : الشعب يريد اسقاط النظام ، ولم تقل اسقاط الرئيس .
وإذا نظرنا إلى الموضوع بروية وموضوعية نجد أن الفريق شفيق كان وزيرا في نظام مبارك لمدة طويلة لم نسمع خلالها عن خلاف بينه وبين أي من أفراد النظام وإن قيل غير ذلك ، فالعبرة بالنتائج ، وما معنى أن تبدي امتعاضك أو استياءك لنظام فاسد لا يسمع إلا نفسه وأنت في ذات الوقت جزء من هذا النظام ، أو على الأقل تشارك في صناعة تجميله , فكنت أحد أسباب الخداع التي أدت إلى طول مدة بقاء واستمرار ذلك النظام الفاسد المخادع السارق الناهب لثروات الشعب .
من الذي اختار شفيقا ليكون رئيسا للوزراء غير مبارك ؟! الفاسد الطاغي الظالم المستبد المذل لشعبه . ولمن يكون ولاء الفريق شفيق غير الولاء لمبارك الذي اختاره ، وهل من الممكن أن يكون له ولاء أخر بعد أن أقسم يمين الولاء أمامه ، أو على الأقل الولاء لنظامه .
ونتساءل ويتساءل الكثير ألم يشهد الفريق شفيق انتخابات مجلس شعب مبارك المزورة ؟.
ألم يشهد الفريق شفيق سيناريوهات الإعداد لمسلسل التوريث ؟
ألم يعرف شيئا عن عمليات النهب لثروات الشعب ؟
ألم يعرف شيئا عن كم المظالم التي تعرض لها أبناء الشعب ؟
ألم يسمع عن الجرائم التي ارتكبها جهاز أمن دولة مبارك ؟
وما رأيكم في موقف الفريق شفيق من موقعة الجمل والحصان والحمار التي لم نر ، ولم نسمع عن مثلها على مدار التاريخ البشري ، واقرأوا صفحات تاريخ أعتى نظم الاستبداد وإذا وجدتم شيئا من ذلك أو مثله فأكون شاكرا لكم .
فعندما حدثت المعركة وسئل قال : لا أعرف المتورطين ، وعيب كبير أن لا يعرف رئيس الوزراء ، وإذا كان رئيس الوزراء لا يعرف فمن الذي يعرف ؟ ثم وعد بعدم تكرار ما حدث وفي اليوم التالي تكرر المشهد ! ووعد بأن سيكون للحكومة موقف بعد معرفة المتورطين الذين سيتم معرفتهم خلال 48 ساعة ، والآن وبعد مرور أكثر من شهر لم يعرف الجاني ، وبالتالي لم يقدم أحد للمحاكمة ، مع العلم أن إحدى الوطنيات قالت : يا معالي رئيس الوزراء إن كنت لاتعرف فأنا أعرف ، ومع ذلك لم يتحرك ولم يتحرك أحد ، ولو ذهب مخبر سري إلى نزلة " السمان " لعرف الحقيقة كاملة ، وعرف المحرضين بالاسم .
هل نجد مبررا واحدا لوجود السيد / أحمد أبو الغيط وزير الخارجية وهو المسئول عن سوء علاقات مصر الدولية وافتعال عداوات لدول عربية وإقليمية دون سبب واضح ، كما أنه من رموز النظام الفاسد الذي أضاع هيبة مصر ، وأفقدها دورها العربي والإقليمي والعالمي ، واسألوا السيد / أبو الغيط هل لديه معلومات عن البحارة المصريين المحتجزين على متن سفينة احتجزها قراصنة قبالة سواحل الصومال ؟ اسألوه عن ثورة 25 يناير سيقول : أنهم مجموعة من البلطجية تحركها أياد أجنبية . وهذا مسجل ! إنه مازال يفكر بطريقة الحزب الوطني .
انظروا إلى السيد / محمود وجدي وزير الداخلية الذي أتى إلى الوزارة في ظرف دقيق وبعد كل ما تكشف من فساد وتقصير وانفلات أمني ، أدى إلى إرهاب وترويع الآمنين ، ونشر الفوضى في ربوع البلاد ، وحريق لبعض الممتلكات العامة والخاصة ، وبعد أن قامت الشرطة بإطلاق النار على المتظاهرين تجده يقول : " أن الشرطة قد أدت دورها على أكمل وجه " وعندما سئل عن أحداث معركة الجمل والحصان كانت الإجابة مثيرة للدهشة والسخرية فقد قال : " أن الذين كانوا فوق الأسطح منهم من يحملون قنابل المولوتوف ، ومنهم القناصة هم من المتظاهرين وكانوا يتحدثون بغير العربية " أي انهم من دول أجنبية في محاولة لإلصاق التهمة إلى المتظاهرين وإلى جهة أجنبية اندست وسط المتظاهرين لتبرئة المتورطين من أعضاء الحزب الوطني ، ومن رجال الأعمال ، ومن جهاز أمن الدولة . فرجل هذه قناعاته ، وهذا تفكيره ، وهذا منهجه يمكن أن يكون وزيرا لداخلية دولة مثل مصر بظروفها الحالية ! وهل من الممكن أن يكون مسئولا عن أمن شعب أبي مثل شعب مصر .
انظروا إلى السيد المستشار / ممدح مرعي وزير العدل الذي اختير من قبل مبارك مؤسس دولة الفساد ( مصر ما قبل 25 يناير ) وهل يمكن ان يكون وزير عدل لمصر ما بعد 25 يناير ؟ بصرف النظر عن ما قيل عنه وعن انتخابات الرئاسة الماضية ، وعن انتخابات مجلس الشعب 2010 ، وكيف ذلك وقد شارك نظام أجرم في حق المصريين بتعديلات دستورية مشينة آخرها تشوهات 2005 , 2007 خاصة المادة 76 الذي لم يؤخذ رأي القضاة فيها وأبلغ تعبير عنها كان للسيد المستشار / محمود أبو الليل وزير العدل السابق فقد قال عنها : " أنها نزلت من علي "
ياسادة إنها حكومة الأخلاق الحسنة ، والعبارات المهذبة وهاتان الصفتان لاتغنيان ولا تسمنان من جوع لذلك وجب الرحيل ، فالحكومات لابد أن يكون لها أفكار ومناهج تترجم إلى خطط وبرامج عمل ، ونحن لم نر لها عملا واحدا إلى الآن ، كل ماتم كان بمبادرات من المجلس الأعلى للقوات المسلحة استجابة لبعض مطالب جماهير الشعب المتواجدة في ميدان التحرير .
ونقول للذين يقولون أن التظاهرات تؤدي إلى تعطيل العمل أن معظم التظاهرات ذات المطالب الفئوية هي من صنع بقايا النظام الفاسد وفلول الحزب الوطني ومباحث امن الدولة ، وإن كنا نتعاطف مع بعض هذه التظاهرات وليس كلها ونود أن يكون هناك وعد من قبل المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتلبية مطالبهم عندما تستقر الأمور ، والشعب كله ثقة في قواته المسلحة .
كما أن تظاهرات التحرير تكون يوم جمعة أي ليس يوم عمل ، وفي مكان محدد ، فكيف يعطل العمل ، ومتى كان النظام البائد حريصا على العمل .
إن مثل هذا الكلام أكبر دليل على أن من يروج له إما مخدوع لا يعرف الحقيقة ، وإما من بقايا نظام رجل مخلوع ، أبعد كل هذا الفساد والانحراف ماكشف منه ، وما لم يكشف بعد نجد من يؤيد بحجة أنها حكومة تيسير أعمال لفترة محددة ومصيرها الزوال ، وسوف يحل محلها حكومة جديدة .
وما الضمان أن يتم نقل السلطة وتشكيل حكومة جديدة قبل أن يلتف بقايا النظام وفلول الحزب الوطني على الثورة بمساعدة بقاياهم الموجودة في الحكم لضمان إيجاد نظام موال لهم وللنظام السابق حرصا على مكتسباتهم التي اغتصبوها ، وخوفا على مستقبلهم السياسي والاقتصادي في ظل دولة القانون التي قد تسائلهم ، وقد يكون مصيرهم السجون .
باختصار شديد ، وبصرف النظر عن كل ما قيل ، وسواء اقتنع البعض أو لم يقتنع ، فهم رجال نظام له سماته ، ونحن الآن نسعى نحو نظام آخر بسمات غير السمات ، ومنظومة غير المنظومة ، ومن يصلح لنظام لا يصلح لنظام اخر .
كما أن المؤيدين لبقاء شفيق ليسوا من رجال التحرير ، ولا من المتعاطفين معهم والجميع قد اعترف أنهم قد حققوا ما لم يستطع غيرهم تحقيقه ، وأنهم قد أعادوا لنا الأمل ، وأن ثورتهم أعظم ثورة في تاريخ الشعب المصري ، فلنتركهم وِشأنهم ، فكل حساباتنا كانت خاطئة ، ووجب علينا أن نسمع لهم ونؤيد مطالبهم مادامت مشروعة ، وإذا قالوا فلترحل حكومة شفيق فلترحل حكومة حكومة شفيق . أو فليرحل الغير مرغوب فيه بمبادرة شخصية منه ويعفي الجميع من الحرج .
0Share
في