حلم كفر الحدادين



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

حلم كفر الحدادين

حلم كفر الحدادين

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
حلم كفر الحدادين

الامل فى غدا افضل

تتشرف إدارة منتدى حلم كفر الحدادين بدعوة السادة الاعضاء للمشاركة فى إدارة المنتدى
شارك بمقترحاتك لتطوير المنتدى فالمنتدى بحاجة الى الأفكار والمقترحات الجديدة
دعوة الى الاعضاء الذين أحجموا عن المشاركة فى المنتدى كن فعالاً وايجابيا ولا تكن غضوباً

    هل مات بو عزيزي ... كافرا ؟ !!!

    avatar
    حسين عبد المعبود


    عدد المساهمات : 42
    تاريخ التسجيل : 24/05/2010

    هل مات بو عزيزي ... كافرا ؟ !!! Empty هل مات بو عزيزي ... كافرا ؟ !!!

    مُساهمة  حسين عبد المعبود الخميس فبراير 03, 2011 10:13 am

    كافة مواضيع الحوار المتمدن تنشر الان في شبكتي الفيسبوك والتويتر، للاطلاع

    موقع الحوار المتمدن في شبكة التويتر
    http://twitter.com/ahewar
    موقع الحوار المتمدن في شبكة الفيسبوك
    https://www.facebook.com/ahewarorg







    هل مات بو عزيزي .... كافرا ؟ !



    حسين عبد المعبود
    الحوار المتمدن - العدد: 3255 - 2011 / 1 / 23
    المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    راسلوا الكاتب-ة مباشرة حول الموضوع

    بعد أحداث تونس الخضراء ، وانتفاضة شعبها العظيم نتيجة فساد النظام الحاكم ، و الأمورالتي ساءت لدرجة أن أشعل ( بو عزيزي ) النار في جسده ، مما أشعل ثورة الغضب بطول البلاد وعرضها ، حتى أن الطاغية المستبد الفاسد ( ابن علي ) راح يستجدي شعبه الهدوء بكلمات الذل والانكسار ، واعدا إياه بالإصلاح الشامل ، والحرية الكاملة ، ومحاسبة الفسدة والمفسدين ، ولكن هيهات .. هيهات فلم يعد له مكانا على أرض تونس ، وإلا المحاكمة إذا كان حسن الحظ ، فلربما سحلوه ، أو افترشوه ، لأنه لو وقع في قبضتهم فلن يكتفوا باغتياله ، والعاقبة ستكون سيئة للغاية ، مما اضطره للفرار هربا وخوفا من النهاية المأساوية .
    الأمر الذي جعل حكامنا يصابون بالهلع والهلوسة خوفا من العدوى ، والمد الثوري ، وبدلا من أن يأخذوا الدرس ، ويعيدوا النظر في بطاناتهم التي تزين لهم سوء أعمالهم ، وبدلا من أن يعيدوا النظر في سياساتهم الخاطئة التي جلبت لنا الذل ، والهوان ، والاستجداء السياسي ، والاقتصادي ! وكل الأمر ل ( رجال الفتة ) "1 " الذين طالعونا بفتاوى الأناجرية "2 " : ( بو عزيزي مات كافرا ) ، ( بوعزيزي منتحرا .. لا شهيدا ) لأن الله تعالى يقول في كتابه الكريم : ( ولا تقتلوا أنفسكم ) ولم يتحدثوا عن الحالة السيئة ، أو السياسة الفاشلة ، أو الأوضاع التي ساءت وجعلت الكثير يفقد الأمل فأصبح في حالة اللاوعي الأمر الذي يجعل من الصعب الحكم عليه إذا كان منتحرا أم شهيدا ، فمن منا يستطيع أن يجزم أنه كان في وعي كامل أم لا ؟ بكامل الإرادة أم لا ؟
    وإذا كانت الأمور تقاس بمثل ذلك فمن الجائز أن يخرج علينا البعض ويقول لنا أن بعضا من أبطال حرب أكتوبر قد ماتوا كفارا وليسوا شهداء أحياء عند ربهم يرزقون ، فالذي ضحي بنفسه ليوقف رتلا من آليات العدو مات كافر لأنه قتل نفسه ، والذي فجر نفسه ليقتل مجموعة من الأعداء مات كافرا لأنه قتل نفسه ، والذي اقتحم حقلا للألغام ليفتح ثغرة لزملائه مات كافرا لأنه قتل نفسه ، قصص البطولات كلها بهذا القياس المخزي يكون أبطالها قد ماتوا كفارا . لنصبر يا سادة ولا نفتي إلا بما تطمئن إليه قلوبنا وليس عيبا أن نقول مثلا : ( أن من قتل نفسه كان كافرا ، أما في حالة بو عزيزي ، أو ما شابهه فالعلم عند الله وحده هو الذي يعلم إن كان منتحرا ، أم شهيدا لأننا لانعلم حالته النفسية ، والمعنوية حالة إقدامه على فعلته هذه ) لأن من فقد قواه العقلية لا يؤاخذ بفعلته وهذه قاعدة شرعية ، وقانونية فالله سبحانه وتعالى يقول في قرآنه العظيم : ( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ) والحديث الشريف يقول : ( رفع القلم عن ثلاثة : عن النائم حتى يستيقظ ، وعن المبتلى حتى يبرأ ، وعن الصبي حتى يكبر ) . وفي رواية أخرى : ( رفع القلم عن ثلاثة : عن النائم حتى يستيقظ ، وعن الصبي حتى يبلغ الحلم ، وعن المجنون حتى يعقل ) . وخذ بالك من كلمتي : ( المبتلى ) ، و (المجنون ) فمن منا يستطيع أن يجزم أن ( بوعزيزي ) ومن مثله لم يكن مبتلى أو مجنونا مما ألم به وفقدانه للأمل .
    من الأفضل أن تنهجوا نهج الشيخ ( يوسف القرضاوي ) وتدعوا له بالمغفرة إذا كان منتحرا لأنه حتى ولو كان كما تدعون فقد فجر ثورة ، وكان سببا في تحرر شعب ، والقضاء على طاغية . ولماذا لم تعلوا نغمة التكفير هذه إلا بعد أن فعل مثله رجال من مصر ، ومن الجزائر ، ومن بلدان أخرى ، أخوف على الشيطان أقصد السلطان ، أو خوفا منه ، أم خوفا على أنفسكم من غضبة الشعب الذي تعلمون أنه غير راض عنكم بسبب فتاواكم المؤيدة للحاكم ، ولأنكم تحرمون الخروج عليه طمعا في كرسي عند المعز ، وطمعا في ذهبه . بدلا من ذلك قولوا له : اتق الله في شعبك ووطنك ، فأنت مسئول عنهم أمام الله ، وأمام التاريخ ، أعطهم الحرية بدلا من أن ينتزعوها ، وساعتها لن يعرف العاقبة إلا الله تعالى ، كفى فسادا ورشوة ومحسوبية ، كفى استبدادا وطغيانا .
    قد تكون هناك حالات ابتزاز ولكن لايجب التعميم أو التكفير فليس كل من أشعل النار في جسده مبتزا أو منتحرا ، والحرية والديمقراطية كفيلتان بالتمييز بين الابتزاز والانتحار ، وكذلك بين القتلى والشهداء .
    وأقول لحكامنا لا تطمئنوا ، ولا يخدعنكم هدوء الشعوب خاصة بعد أن قام حوالى ستة أفراد حتى الآن بإشعال النار في أجسادهم ولم يتحرك الشعب ، ولم يقم بثورة ، أو حتى انتفاضة ، وتذكروا قول الشاعر :
    حذار فتحت الرماد اللهيب ... ومن يبذر الشوك يجني الجراح .
    فقد لا تتكرر السيناريوهات ولكن تتكرر النتائج ، أي أن رياح التغيير قادمة لا محالة ، ولا ملجأ ولا مهرب لكم إلا بالتخلى عن الاستبداد والدكتاتورية ، وإرساء قواعد الحرية والديمقراطية ، وتذكروا أيضا الحكمة القرآنية القائلة : ( ويخلق ما لا تعلمون ) .
    "1" رجال الفتة : رجال يقال عنهم رجال دين وهم ليسوا كذلك .
    "2" الأناجرية : أناجر جمع أنجر وهو وعاء يوضع به الطعام والذين يأكلون
    من الطعام الذي به يقال عن بعضهم أناجرية .





      الوقت/التاريخ الآن هو السبت نوفمبر 23, 2024 6:30 pm