جودة التعليم ...رؤية نقدية وكلام في الجودة
حسين عبد المعبود </A>
الحوار المتمدن - العدد: 3126 - 2010 / 9 / 16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
راسلوا الكاتب-ة مباشرة حول الموضوع</FONT> [b]
حسين عبد المعبود </A>
الحوار المتمدن - العدد: 3126 - 2010 / 9 / 16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
راسلوا الكاتب-ة مباشرة حول الموضوع</FONT> [b]
الجودة الشاملة
ضمان جودة التعليم ، والاعتماد التربوي
رؤية نقدية ....وكلام في الجودة
الجودة : هي : إتقان العمل . التميز . العمل الحسن . التحسن المستمر.
وللجودة تعريفات متعددة :
فقد عرفتها هيئة المواصفات البريطانية على أنها : ( مجموعة صفات , وملامح , وخواص المنتج , أو الخدمة التي تحمل نفسها عبء إرضاء الاحتياجات الملحة , والضرورية ) .
وعرفها المعهد الوطني الأمريكي بأنها : (مجموعة من السمات , والخصائص للسلع , والخدمات القادرة على تلبية احتياجات معينة ) .
وعرفها المعهد الفيدرالي الأمريكي بأنها : (آداء العمل الصحيح بالشكل الصحيح من المرة الأولى مع الاعتماد على تقييم العميل في معرفة مدى تحسن الأداء ) .
فالجودة بصفة عامة هي : جودة المنتج في أقل وقت , وبأقل تكلفة بما يلبي طلبات العميل , وقادر على المنافسة .
كما أنها : قدرة إدارية جديدة , وتطوير فكري شامل , وثقافة تنظيمية حيث أصبح كل فرد في المؤسسة / المدرسة مسئولا عنها . وعند الحديث عنها في التعليم نعني تحسين درجات التلاميذ , والارتقاء بمستواهم من أجل بناء مجتمع المعرفة. أي نعني بوضوح : مدى قدرة العملية التعليمية على تطوير معارف , ومهارات , وقدرات المتعلم .
أهمية إدارة الجودة :
0 التحديات , والتغيرات المستمرة , والمتصارعة في عصر المعلوماتية .
0 الجودة سمة من سمات العصر .
0 تطوير المهارات القيادية , والإدارية لقادة الغد .
0 زيادة الإنتاج , وتقليل الفاقد .
. ضبط النظام الإداري , ووضوح الأدوار, وتحديد المسئوليات . .
0 زيادة الكفاءة ورفع مستوى آداء العاملين .
0 توفير مناخ من التفاهم , والتعاون , والعلاقات الإنسانية السليمة .
أهمية الجودة :
0 تحسين الإنتاج .
0 تقليل الفاقد .
0 وجود مناخ عملي أفضل .
0 تشجيع وتنمية مهارات العاملين .
0 تطوير المهارات القيادية , والإدارية بالمؤسسة/المدرسة .
0 الرؤية الواضحة , والواعية لكل مكان بالمؤسسة/المدرسة .
ولتطبيق الجودة الشاملة لابد من :
0 الاقتناع : وهو اقتناع وتبني القيادات والأفراد لفلسفة الجودة الشاملة , ثم التدريب على مفهوم النظام الجديد وأهميته , ومتطلباته , والمبادئ التي يستند إليها .
وإذا نظرنا نجد : قلة قليلة هي التي تتبنى فلسفة الجودة الشاملة . ولم يتم نشر ثقافة الجودة لتسود المناخ التعليمي بكل مستوياته , فعلى مستوى القيادات ما الجودة إلا توجهات حكومية دون قناعات وانعكس ذلك في عدم وجود مبادرات أو إبداعات . وكذلك التدريبات التي تتم من باب تنفيذ الأوامر.فتفقد جديتها وتصير بلا نتيجة ملموسة .
0التخطيط : وفي هذه المرحلة يتم وضع الخطط التفصيلية للتنفيذ, وتحديد الهيكل الدائم , والموارد اللازمة لتطبيق النظام الجديد . مع مراعاة المرونة ووضع رؤى العاملين في الاعتبار حتى يسهل الفهم والتنفيذ .
ولكن التخطيط هنا يتم من قبل قمة الهرم والمتمثل في الهيئة العامة لضمان الجودة والاعتماد التربوي , صحيح هناك مشاركة من الكثير من أساتذة الجامعات ولكن الأثر الأكبر لقمة الهرم0 تلاحظ ذلك في التدريبات حيث تجد أن هناك رؤى , وتوجهات مختلفة بل متضاربة 0
0 التقويم والتهيئة : وهي مرحلة تالية للتخطيط , وتبدأ ببعض التساؤلات والتي في ضوء الإجابة عليها يمكن تهيئة الأرضية المناسبة للبدء في إدارة و تنفيذ الجودة .
وهذه المرحلة لم يتم الشعور بها من قبل العاملين على الأقل في المدارس , والإدارات . لأنها تمت تنفيذا لتوجهات مجلس الوزراء أو الهيئة العامة لضمان الجودة . وبالتالي فالتهيئة تمت بصورة إملاءات من القمة إلى القاعدة , كل ذلك كان له الأثر السلبي على التجربة .
0 التنفيذ : وفي هذه المرحلة يتم اختيار الأفراد الذين سيعهد إليهم بعملية التنفيذ ويتم تدريبهم على أحدث وسائل التدريب المتعلقة بإدارة الجودة الشاملة .
وإذا لاحظنا نجد أن الاختيار تم بصورة تشبه التجنيد لعناصر فاعلة , وغالبية غير فاعلة ( من أصحاب المواهب الخاصة : الذين يستطيعون التكيف مع أي نظام , وأي قرار . وعلى طريقة السباق إلى الوليمة . والتابع المطيع ) انظر إلى مكاتب الجودة , ومكاتب الدعم الفني من الإدارات إلى المديريات تجد قلة مقتنعة واعية , وغالبية متسارعة إلى هذا المكان من باب الوجاهة وصحبة أصحاب القرار .
تبادل ونشر الخبرات : وهي مرحلة يتم فيها تبادل ونشر الخبرات , والنجاحات التي تحققت من تنظيم إدارة الجودة .
للأسف تتم على طريقة الاستنساخ . اللهم إلا بعض الرتوش لإخفاء أنها مطبوعة أو مكررة .
الجودة الشاملة تطبيقا وممارسة
لتحقيق أي تغيير أو تطوير لابد من خطوات ومراحل هي :
0 التهيئة والاستعداد :
لتشكيل الفرق , وبناء الثقافة الداعمة : بعقد الندوات , والمحاضرات واستخدام النشرات , ومشاركة جميع أطراف الجودة الشاملة : معلم . متعلم . أولياء أمور . مجالس أمناء . الجمعيات الأهلية , ومنظمات المجتمع المدني .
. التقييم الذاتي للمؤسسة/المدرسة :
والمقصود بها مجموعة الخطوات الإجرائية التي يقوم بها أفراد المجتمع المدرسي . لتقييم مدرستهم بأنفسهم استنادا إلى المعايير القومية , من خلال جمع المعلومات , والبيانات عن آداء المجتمع المدرسي بهدف التعرف على درجة توافق الممارسات السائدة في المجتمع المدرسي من كافة الجوانب . لتحديد نقاط القوة , ونقاط الضعف , وتحديد نقاط الإنطلاق في بناء , وتنفيذ الخطة وفقا لمتطلبات المعايير القومية .
0 تحديد أولويات الجودة والتطور :
التي تعتمد على نتائج التقييم الذاتي , وتمهد لبناء الخطة الإجرائية , فيجب دمج جميع أفراد المجتمع المدرسي في عملية صنع واتخاذ القرار حول تحديد أولويات التطوير .
. وضع الخطة الإجرائية للجودة والتطوير المدرسي:
وهي تعتبر وثيقة تحدد التغيرات التي ستقوم بها المدرسة للارتقاء بمستوى الممارسات التعليمية السائدة بهدف الوصول إلى مستوى المعايير القومية لتحقيق جودة تعليم التلاميذ , وتحسين مستواهم .
. تنفيذ وإدارة الخطة :
وذلك بوضعها موضع التنفيذ, وإدارة متابعة الأداء لضمان فاعلية التنفيذ , أي إعلام بالخطة , وإقرارها , وتهيئة الأفراد , وتشكيل فرق التنفيذ , ووضع الخطة موضع التنفيذ .
. متابعة تنفيذ الخطة وتقويم الأداء :
لأن المتابعة تمثل وسيلة لضمان الجودة , وتنفيذ فعلي للخطة بشكل جديد : كتشكيل فرق المتابعة, وإعداد جداول وأدوات المتابعة , ووضع المعلومات وتحليلها , ومعالجتها , واتخاذ القرارات المناسبة .
...هذا شرح بسيط لما يجب أن يكون لضمان الجودة أما ما يتم فهو شيء أخر .
ففي مرحلة التهيئة والاستعداد : تشكيل الفرق , وبناء الثقافة الداعمة من : عقد ندوات , واجتماعات , واستخدام نشرات . تم دون دراسة , أو تخطيط , أو تحديد للهدف ولكن تم باستعمال الكاميرات لطبع الصور كشاهد ودليل .
وفي التقييم الذاتي : لم تتشكل الفرق لمعرفة نقاط القوة , ونقاط الضعف , ونقاط الإنطلاق بشكل فعلي وجيد , وذلك لعدم وجود الأفراد المقتنعين بثقافة التغيير , ولديهم الكفاءة . ولكن تم من المؤدبين , وذوي الأخلاق الحسنة , والذين يقبلون التكليفات . دون النظر إلى كفاءتهم , أو قدرتهم على التخطيط , أو جمع البيانات , وتحليلها , ومعالجتها . كما لاتوجد الألية التي تجبر الأخرين على المشاركة , أو التنمية المهنية , أو الاستجابة لثقافة التغيير والتطور .
وفي مرحلة تحديد أولويات الجودة , والتطور :تم تحديد الأولويات وفقا لما رأته القيادة , أو رأته مجموعة المؤدبين وذوي الأخلاق الحسنة استجابة لإملاءات مكاتب الجودة, ومكاتب الدعم الفني , حتى لو كانت هذه الإملاءات تتعارض مع الجودة , أو لاتتناسب مع الأهداف العامة للجودة , أو الواقع المدرسي .
وفي تصميم الخطة الإجرائية : التي تهدف إلى الوصول إلى مستوى المعايير القومية لتحقيق الجودة قي تعليم التلاميذ , وتحسين مستواهم . فقد تم تشكيل الفرق , وتحديد الجدول الزمني لبناء الخطة , وصياغة المعايير القومية من خلال تحليل : رؤية المدرسة ورسالتها , ومراجعة المعايير القومية , ومراجعة نقاط القوة , ونقاط الضعف , وتحديد مستوى الأداء المتوقع , وتحديد الأهداف الإجرائية , والاستراتيجيات , والأنشطة في المجتمع المدرسي كل حسب موقعه , وتحديد الأدوار , وتوزيع المسئوليات , وتحديد مؤشرات النجاح , والوقت اللازم , والتوقيت المناسب لبدء التنفيذ . كل ذلك تم على الورق من باب تسديد الخانات , فتجد التضارب , وغياب الثقافات المشتركة ؛ لأن ما تم لم يستند إلى واقع فعلي بل مطبوعات وصور كشاهد , ودليل ؛ لأن الشاهد , والدليل الفعلي هو الفرد ذاتة بقناعاته , وثقافته المتمثله في السلوك , والممارسات وهذا الفرد غير موجود وإن وجد فهم قلة قليلة .
أما وضع , وتنفيذ الخطة , ومتابعة تنفيذها : من حيث وضع خطط التحسين , وإقرارها , وتهيئة الأفراد , وتشكيل الفرق , وإعداد جداول وأدوات المتابعة , ووضع المعلومات , وتحليلها , ومعالجتها , واتخاذ القرارات المناسبة ؛ فقد تم بشكل يشبه الإنشاء , أي جميل ولكن يحتاج إلى تحديد فعلي للأدوار والمسئوليات .
* بعد أن تنتهي المؤسسة / المدرسة من تنفيذ الخطة ومتابعتها
وما سبقها من تهيئة , واستعداد , وتقييم ذاتي , وتحديد أولويات , ووضع الخطط كل ذلك مثبت في ملفات تحتوي أو تشيرإلى : مطبوعات , وخطط تحسين , وصور , ومقاطع فيديو , لوحات , مصورات , استمارات ملاحظة , استمارات مقابلات , أي كل شاهد , ودليل على كل ما قامت به المدرسة لتحقيق الجودة الشاملة . تقوم المدرسة بالاتصال بالهيئة العامة لضمان الجودة , والاعتماد التربوي لتحديد موعد لإرسال لجنة تقييم خارجية ( أي من خارج المديرية ) لتقييم أداء المؤسسة / المدرسة وكتابة تقرير للهيئة التى تقوم بوضع درجات للتقرير وبناء على ذلك يتم اعتماد المؤسسة / المدرسة , أو إرجائها , أو عدم اعتمادها .
لاحظ أن هذه المرحلة لها أهميتها الكبرى لأنها تقارن البرامج الخاصة بنا بالبرامج التي يتم تدريسها في المؤسسات العالمية .
وجعلت هذه اللجان خارجية لضمان الحيدة والنزاهة والبعد عن المجاملات , ولكن لغياب ثقافة التغيير والتطوير وقلة الخبرة , وعدم الكفاءة عند الكثير منا , ومن أعضاء هذه اللجان , فأحيانا تأتي لجان هي لا تجامل ولكن تريد الدعوات بالستر , والتوفيق , والنصر على الأعداء فتكتب تقارير لصالح المؤسسة / المدرسة وتكون النتيجة اعتماد المدرسة من قبل الهيئة في حين أن هناك مدارس لم يتم اعتمادها بسبب تقارير اللجان الواعية وهذه المدارس في الحقيقة أفضل أداء , وأحسن مستوى من مدارس تم اعتمادها .
هذا ما وجدناه في التجربة الحالية علما بأنني من أشد المناصرين , والراغبين في التغييرباعتبار أن التغيير سنة من السنن الكونية .
ولنا ملاحظات جديرة بالنظر , والتفكير إذا أردنا فعلا جودة شاملة , فالجودة ضرورة حتمية وليست فكرة نبيلة , أو سامية , ومضمون برنامج الجودة جيد جدا كفكرة , أو إطار عام أما الخطورة , والسلبيات فتكمن في التطبيق .
وإذا أردنا أن نطبق الجودة الشاملة تطبيقا أمثل لضمان نجاح التجربة حيث أن موضوع الجودة أصبح ضرورة لاتقبل الفصال , أو المناقشة فلا بد من :
* تطبيق صارم لمبدأ الثواب , والعقاب : فالفرد الذي يتم تدريبه , ويتبين أنه لم يستفد من التدريب تخصم نفقات التدريب من أجره الشهري .
- التدريب يكون للجميع بدءا من القيادات في كل المستويات فالذي يليها دون استثناء لأحد حتى لاتكون هناك فرصة لمن يتهربون من التدريب وكلهم براعة في كيفية الوصول إلى الكرسي , وإلا يخصم منه الحافز , أو بدل الاعتماد مهما كانت الظروف , ولا حجة : ككبر السن , أو الظروف الصحية , أو السفر , أو ماشابه ذلك , فنحن بارعون في اختراع الحجج , ونستخدم عبارة العلاقات الإنسانية استخدام سيء جدا . أخبروني كيف تتم التنمية المهنية المستدامة بدون تدريب , واطلاع , وتطور .
- ربط الحافز , أو بدل المعلم , أوبدل الاعتماد بالإنتاج وذلك للضغط على الوصوليين , وأصحاب الحظ السعيد , ومن أصابهم الترهل المهني , ومن كان كل همهم الحصول على الراتب , والبدلات , والمكافآت بدون عمل فعلي , أو منتج حقيقي .
- وضع قواعد تضمن مناسبة , وأحقية من يتم تصعيدهم إلى الوظائف القيادية , أو الإشرافية , أو وظائف تتعلق بالجودة , أو الدعم الفني ؛ وإذا ثبتت الممارسة عكس ذلك تخصم منه الحوافز , والبدلات , والمكافآت التي تقاضاها بسبب تقلده لهذه المكانة .
* لأن الكل يتكون من مجموع الأجزاء يجب أن تكون الجودة جودة معلم / فرد قبل أن تكون جودة مؤسسة فجودة الفرد تؤدي إلى جودة المؤسسة .
فغالبا ما يكون هناك قلة قليلة فاعلة هي التي تتحمل مسئولية المؤسسة , وتتحمل أعباء العمل بكامله , وقد تعتمد المؤسسة من قبل الهيئة العامة لضمان الجودة , والاعتماد التربوي , وبالتالي يتم اعتماد الجميع , حتى المقصرين وهم كثير, مما يفقد المجتهدين لحماستهم , وغيرتهم على العمل.
وإذا حدث ولم تعتمد المؤسسة كانت هذه القلة الفاعلة المجتهدة التي بذلت الجهد الكبير موضع شماتة من الغالبية المقصرة , والتي كانت سببا أساسيا في عدم الاعتماد . وبالتالي تصاب القلة الفاعلة باليأس , والإحباط . بل تتوارى خجلا منهم .
* وضع البرامج لتدريبات فعلية , وحقيقية يشعرالمتدرب بأهميتها , وأثرها في تنميته مهنيا , ولاتعطى شهادات اجتياز الدورة التدريبية لكل من حضر . بل تعطى لمن اجتاز الدورة بنجاح . ومن السهل وضع القواعد التي تضمن ذلك .
* أما من حيث لجان التقييم الخارجية : فيجب إعاددة النظر في كل من انتسب إليها . فليس كل أستاذ جامعة مقتنع بالجودة , أو كفء لها . وكذلك المؤهلات المدربة .
فهناك أعضاء لجان تقييم من أساتذة الجامعات , ومن المؤهلات الأخرى في قمة الوعي , والكفاءة , وهناك من الأعضاء من هم عكس ذلك , وهناك من كانت طاعة الرؤساء , واحترامهم سببا في وصولهم لتلك العضوية .
فالجودة تحتاج لرجال تتناسب قناعاتهم , وخبراتهم , وقدراتهم مع طبيعة المرحلة .
وحتى لا يحدث أن يتم اعتماد مؤسسة / مدرسة هي أقل مستوى من مؤسسات /مدارس أخرى كان حظها العثر أن تم تقيمها من قبل لجان واعية , فهذه المؤسسات لم تظلم , ولكن المؤسسات دون المستوى كانت أحسن حظا .
وليس من المعقول أن تنفذ سياسة تبنى على الحظ .
الموضوع ياسادة جد خطير , ويحتاج إلى مراجعات , ومناقشات كثيرة ,. وما كتبناه ما هو إلا رؤية نقدية وكلام في الجودة يحتاج إلى إعادة النظر والتفنيد وتقديم رؤى أخرى , وما هو إلا بمثابة إلقاء حجر .
حسين عبد المعبود
[/b]ضمان جودة التعليم ، والاعتماد التربوي
رؤية نقدية ....وكلام في الجودة
الجودة : هي : إتقان العمل . التميز . العمل الحسن . التحسن المستمر.
وللجودة تعريفات متعددة :
فقد عرفتها هيئة المواصفات البريطانية على أنها : ( مجموعة صفات , وملامح , وخواص المنتج , أو الخدمة التي تحمل نفسها عبء إرضاء الاحتياجات الملحة , والضرورية ) .
وعرفها المعهد الوطني الأمريكي بأنها : (مجموعة من السمات , والخصائص للسلع , والخدمات القادرة على تلبية احتياجات معينة ) .
وعرفها المعهد الفيدرالي الأمريكي بأنها : (آداء العمل الصحيح بالشكل الصحيح من المرة الأولى مع الاعتماد على تقييم العميل في معرفة مدى تحسن الأداء ) .
فالجودة بصفة عامة هي : جودة المنتج في أقل وقت , وبأقل تكلفة بما يلبي طلبات العميل , وقادر على المنافسة .
كما أنها : قدرة إدارية جديدة , وتطوير فكري شامل , وثقافة تنظيمية حيث أصبح كل فرد في المؤسسة / المدرسة مسئولا عنها . وعند الحديث عنها في التعليم نعني تحسين درجات التلاميذ , والارتقاء بمستواهم من أجل بناء مجتمع المعرفة. أي نعني بوضوح : مدى قدرة العملية التعليمية على تطوير معارف , ومهارات , وقدرات المتعلم .
أهمية إدارة الجودة :
0 التحديات , والتغيرات المستمرة , والمتصارعة في عصر المعلوماتية .
0 الجودة سمة من سمات العصر .
0 تطوير المهارات القيادية , والإدارية لقادة الغد .
0 زيادة الإنتاج , وتقليل الفاقد .
. ضبط النظام الإداري , ووضوح الأدوار, وتحديد المسئوليات . .
0 زيادة الكفاءة ورفع مستوى آداء العاملين .
0 توفير مناخ من التفاهم , والتعاون , والعلاقات الإنسانية السليمة .
أهمية الجودة :
0 تحسين الإنتاج .
0 تقليل الفاقد .
0 وجود مناخ عملي أفضل .
0 تشجيع وتنمية مهارات العاملين .
0 تطوير المهارات القيادية , والإدارية بالمؤسسة/المدرسة .
0 الرؤية الواضحة , والواعية لكل مكان بالمؤسسة/المدرسة .
ولتطبيق الجودة الشاملة لابد من :
0 الاقتناع : وهو اقتناع وتبني القيادات والأفراد لفلسفة الجودة الشاملة , ثم التدريب على مفهوم النظام الجديد وأهميته , ومتطلباته , والمبادئ التي يستند إليها .
وإذا نظرنا نجد : قلة قليلة هي التي تتبنى فلسفة الجودة الشاملة . ولم يتم نشر ثقافة الجودة لتسود المناخ التعليمي بكل مستوياته , فعلى مستوى القيادات ما الجودة إلا توجهات حكومية دون قناعات وانعكس ذلك في عدم وجود مبادرات أو إبداعات . وكذلك التدريبات التي تتم من باب تنفيذ الأوامر.فتفقد جديتها وتصير بلا نتيجة ملموسة .
0التخطيط : وفي هذه المرحلة يتم وضع الخطط التفصيلية للتنفيذ, وتحديد الهيكل الدائم , والموارد اللازمة لتطبيق النظام الجديد . مع مراعاة المرونة ووضع رؤى العاملين في الاعتبار حتى يسهل الفهم والتنفيذ .
ولكن التخطيط هنا يتم من قبل قمة الهرم والمتمثل في الهيئة العامة لضمان الجودة والاعتماد التربوي , صحيح هناك مشاركة من الكثير من أساتذة الجامعات ولكن الأثر الأكبر لقمة الهرم0 تلاحظ ذلك في التدريبات حيث تجد أن هناك رؤى , وتوجهات مختلفة بل متضاربة 0
0 التقويم والتهيئة : وهي مرحلة تالية للتخطيط , وتبدأ ببعض التساؤلات والتي في ضوء الإجابة عليها يمكن تهيئة الأرضية المناسبة للبدء في إدارة و تنفيذ الجودة .
وهذه المرحلة لم يتم الشعور بها من قبل العاملين على الأقل في المدارس , والإدارات . لأنها تمت تنفيذا لتوجهات مجلس الوزراء أو الهيئة العامة لضمان الجودة . وبالتالي فالتهيئة تمت بصورة إملاءات من القمة إلى القاعدة , كل ذلك كان له الأثر السلبي على التجربة .
0 التنفيذ : وفي هذه المرحلة يتم اختيار الأفراد الذين سيعهد إليهم بعملية التنفيذ ويتم تدريبهم على أحدث وسائل التدريب المتعلقة بإدارة الجودة الشاملة .
وإذا لاحظنا نجد أن الاختيار تم بصورة تشبه التجنيد لعناصر فاعلة , وغالبية غير فاعلة ( من أصحاب المواهب الخاصة : الذين يستطيعون التكيف مع أي نظام , وأي قرار . وعلى طريقة السباق إلى الوليمة . والتابع المطيع ) انظر إلى مكاتب الجودة , ومكاتب الدعم الفني من الإدارات إلى المديريات تجد قلة مقتنعة واعية , وغالبية متسارعة إلى هذا المكان من باب الوجاهة وصحبة أصحاب القرار .
تبادل ونشر الخبرات : وهي مرحلة يتم فيها تبادل ونشر الخبرات , والنجاحات التي تحققت من تنظيم إدارة الجودة .
للأسف تتم على طريقة الاستنساخ . اللهم إلا بعض الرتوش لإخفاء أنها مطبوعة أو مكررة .
الجودة الشاملة تطبيقا وممارسة
لتحقيق أي تغيير أو تطوير لابد من خطوات ومراحل هي :
0 التهيئة والاستعداد :
لتشكيل الفرق , وبناء الثقافة الداعمة : بعقد الندوات , والمحاضرات واستخدام النشرات , ومشاركة جميع أطراف الجودة الشاملة : معلم . متعلم . أولياء أمور . مجالس أمناء . الجمعيات الأهلية , ومنظمات المجتمع المدني .
. التقييم الذاتي للمؤسسة/المدرسة :
والمقصود بها مجموعة الخطوات الإجرائية التي يقوم بها أفراد المجتمع المدرسي . لتقييم مدرستهم بأنفسهم استنادا إلى المعايير القومية , من خلال جمع المعلومات , والبيانات عن آداء المجتمع المدرسي بهدف التعرف على درجة توافق الممارسات السائدة في المجتمع المدرسي من كافة الجوانب . لتحديد نقاط القوة , ونقاط الضعف , وتحديد نقاط الإنطلاق في بناء , وتنفيذ الخطة وفقا لمتطلبات المعايير القومية .
0 تحديد أولويات الجودة والتطور :
التي تعتمد على نتائج التقييم الذاتي , وتمهد لبناء الخطة الإجرائية , فيجب دمج جميع أفراد المجتمع المدرسي في عملية صنع واتخاذ القرار حول تحديد أولويات التطوير .
. وضع الخطة الإجرائية للجودة والتطوير المدرسي:
وهي تعتبر وثيقة تحدد التغيرات التي ستقوم بها المدرسة للارتقاء بمستوى الممارسات التعليمية السائدة بهدف الوصول إلى مستوى المعايير القومية لتحقيق جودة تعليم التلاميذ , وتحسين مستواهم .
. تنفيذ وإدارة الخطة :
وذلك بوضعها موضع التنفيذ, وإدارة متابعة الأداء لضمان فاعلية التنفيذ , أي إعلام بالخطة , وإقرارها , وتهيئة الأفراد , وتشكيل فرق التنفيذ , ووضع الخطة موضع التنفيذ .
. متابعة تنفيذ الخطة وتقويم الأداء :
لأن المتابعة تمثل وسيلة لضمان الجودة , وتنفيذ فعلي للخطة بشكل جديد : كتشكيل فرق المتابعة, وإعداد جداول وأدوات المتابعة , ووضع المعلومات وتحليلها , ومعالجتها , واتخاذ القرارات المناسبة .
...هذا شرح بسيط لما يجب أن يكون لضمان الجودة أما ما يتم فهو شيء أخر .
ففي مرحلة التهيئة والاستعداد : تشكيل الفرق , وبناء الثقافة الداعمة من : عقد ندوات , واجتماعات , واستخدام نشرات . تم دون دراسة , أو تخطيط , أو تحديد للهدف ولكن تم باستعمال الكاميرات لطبع الصور كشاهد ودليل .
وفي التقييم الذاتي : لم تتشكل الفرق لمعرفة نقاط القوة , ونقاط الضعف , ونقاط الإنطلاق بشكل فعلي وجيد , وذلك لعدم وجود الأفراد المقتنعين بثقافة التغيير , ولديهم الكفاءة . ولكن تم من المؤدبين , وذوي الأخلاق الحسنة , والذين يقبلون التكليفات . دون النظر إلى كفاءتهم , أو قدرتهم على التخطيط , أو جمع البيانات , وتحليلها , ومعالجتها . كما لاتوجد الألية التي تجبر الأخرين على المشاركة , أو التنمية المهنية , أو الاستجابة لثقافة التغيير والتطور .
وفي مرحلة تحديد أولويات الجودة , والتطور :تم تحديد الأولويات وفقا لما رأته القيادة , أو رأته مجموعة المؤدبين وذوي الأخلاق الحسنة استجابة لإملاءات مكاتب الجودة, ومكاتب الدعم الفني , حتى لو كانت هذه الإملاءات تتعارض مع الجودة , أو لاتتناسب مع الأهداف العامة للجودة , أو الواقع المدرسي .
وفي تصميم الخطة الإجرائية : التي تهدف إلى الوصول إلى مستوى المعايير القومية لتحقيق الجودة قي تعليم التلاميذ , وتحسين مستواهم . فقد تم تشكيل الفرق , وتحديد الجدول الزمني لبناء الخطة , وصياغة المعايير القومية من خلال تحليل : رؤية المدرسة ورسالتها , ومراجعة المعايير القومية , ومراجعة نقاط القوة , ونقاط الضعف , وتحديد مستوى الأداء المتوقع , وتحديد الأهداف الإجرائية , والاستراتيجيات , والأنشطة في المجتمع المدرسي كل حسب موقعه , وتحديد الأدوار , وتوزيع المسئوليات , وتحديد مؤشرات النجاح , والوقت اللازم , والتوقيت المناسب لبدء التنفيذ . كل ذلك تم على الورق من باب تسديد الخانات , فتجد التضارب , وغياب الثقافات المشتركة ؛ لأن ما تم لم يستند إلى واقع فعلي بل مطبوعات وصور كشاهد , ودليل ؛ لأن الشاهد , والدليل الفعلي هو الفرد ذاتة بقناعاته , وثقافته المتمثله في السلوك , والممارسات وهذا الفرد غير موجود وإن وجد فهم قلة قليلة .
أما وضع , وتنفيذ الخطة , ومتابعة تنفيذها : من حيث وضع خطط التحسين , وإقرارها , وتهيئة الأفراد , وتشكيل الفرق , وإعداد جداول وأدوات المتابعة , ووضع المعلومات , وتحليلها , ومعالجتها , واتخاذ القرارات المناسبة ؛ فقد تم بشكل يشبه الإنشاء , أي جميل ولكن يحتاج إلى تحديد فعلي للأدوار والمسئوليات .
* بعد أن تنتهي المؤسسة / المدرسة من تنفيذ الخطة ومتابعتها
وما سبقها من تهيئة , واستعداد , وتقييم ذاتي , وتحديد أولويات , ووضع الخطط كل ذلك مثبت في ملفات تحتوي أو تشيرإلى : مطبوعات , وخطط تحسين , وصور , ومقاطع فيديو , لوحات , مصورات , استمارات ملاحظة , استمارات مقابلات , أي كل شاهد , ودليل على كل ما قامت به المدرسة لتحقيق الجودة الشاملة . تقوم المدرسة بالاتصال بالهيئة العامة لضمان الجودة , والاعتماد التربوي لتحديد موعد لإرسال لجنة تقييم خارجية ( أي من خارج المديرية ) لتقييم أداء المؤسسة / المدرسة وكتابة تقرير للهيئة التى تقوم بوضع درجات للتقرير وبناء على ذلك يتم اعتماد المؤسسة / المدرسة , أو إرجائها , أو عدم اعتمادها .
لاحظ أن هذه المرحلة لها أهميتها الكبرى لأنها تقارن البرامج الخاصة بنا بالبرامج التي يتم تدريسها في المؤسسات العالمية .
وجعلت هذه اللجان خارجية لضمان الحيدة والنزاهة والبعد عن المجاملات , ولكن لغياب ثقافة التغيير والتطوير وقلة الخبرة , وعدم الكفاءة عند الكثير منا , ومن أعضاء هذه اللجان , فأحيانا تأتي لجان هي لا تجامل ولكن تريد الدعوات بالستر , والتوفيق , والنصر على الأعداء فتكتب تقارير لصالح المؤسسة / المدرسة وتكون النتيجة اعتماد المدرسة من قبل الهيئة في حين أن هناك مدارس لم يتم اعتمادها بسبب تقارير اللجان الواعية وهذه المدارس في الحقيقة أفضل أداء , وأحسن مستوى من مدارس تم اعتمادها .
هذا ما وجدناه في التجربة الحالية علما بأنني من أشد المناصرين , والراغبين في التغييرباعتبار أن التغيير سنة من السنن الكونية .
ولنا ملاحظات جديرة بالنظر , والتفكير إذا أردنا فعلا جودة شاملة , فالجودة ضرورة حتمية وليست فكرة نبيلة , أو سامية , ومضمون برنامج الجودة جيد جدا كفكرة , أو إطار عام أما الخطورة , والسلبيات فتكمن في التطبيق .
وإذا أردنا أن نطبق الجودة الشاملة تطبيقا أمثل لضمان نجاح التجربة حيث أن موضوع الجودة أصبح ضرورة لاتقبل الفصال , أو المناقشة فلا بد من :
* تطبيق صارم لمبدأ الثواب , والعقاب : فالفرد الذي يتم تدريبه , ويتبين أنه لم يستفد من التدريب تخصم نفقات التدريب من أجره الشهري .
- التدريب يكون للجميع بدءا من القيادات في كل المستويات فالذي يليها دون استثناء لأحد حتى لاتكون هناك فرصة لمن يتهربون من التدريب وكلهم براعة في كيفية الوصول إلى الكرسي , وإلا يخصم منه الحافز , أو بدل الاعتماد مهما كانت الظروف , ولا حجة : ككبر السن , أو الظروف الصحية , أو السفر , أو ماشابه ذلك , فنحن بارعون في اختراع الحجج , ونستخدم عبارة العلاقات الإنسانية استخدام سيء جدا . أخبروني كيف تتم التنمية المهنية المستدامة بدون تدريب , واطلاع , وتطور .
- ربط الحافز , أو بدل المعلم , أوبدل الاعتماد بالإنتاج وذلك للضغط على الوصوليين , وأصحاب الحظ السعيد , ومن أصابهم الترهل المهني , ومن كان كل همهم الحصول على الراتب , والبدلات , والمكافآت بدون عمل فعلي , أو منتج حقيقي .
- وضع قواعد تضمن مناسبة , وأحقية من يتم تصعيدهم إلى الوظائف القيادية , أو الإشرافية , أو وظائف تتعلق بالجودة , أو الدعم الفني ؛ وإذا ثبتت الممارسة عكس ذلك تخصم منه الحوافز , والبدلات , والمكافآت التي تقاضاها بسبب تقلده لهذه المكانة .
* لأن الكل يتكون من مجموع الأجزاء يجب أن تكون الجودة جودة معلم / فرد قبل أن تكون جودة مؤسسة فجودة الفرد تؤدي إلى جودة المؤسسة .
فغالبا ما يكون هناك قلة قليلة فاعلة هي التي تتحمل مسئولية المؤسسة , وتتحمل أعباء العمل بكامله , وقد تعتمد المؤسسة من قبل الهيئة العامة لضمان الجودة , والاعتماد التربوي , وبالتالي يتم اعتماد الجميع , حتى المقصرين وهم كثير, مما يفقد المجتهدين لحماستهم , وغيرتهم على العمل.
وإذا حدث ولم تعتمد المؤسسة كانت هذه القلة الفاعلة المجتهدة التي بذلت الجهد الكبير موضع شماتة من الغالبية المقصرة , والتي كانت سببا أساسيا في عدم الاعتماد . وبالتالي تصاب القلة الفاعلة باليأس , والإحباط . بل تتوارى خجلا منهم .
* وضع البرامج لتدريبات فعلية , وحقيقية يشعرالمتدرب بأهميتها , وأثرها في تنميته مهنيا , ولاتعطى شهادات اجتياز الدورة التدريبية لكل من حضر . بل تعطى لمن اجتاز الدورة بنجاح . ومن السهل وضع القواعد التي تضمن ذلك .
* أما من حيث لجان التقييم الخارجية : فيجب إعاددة النظر في كل من انتسب إليها . فليس كل أستاذ جامعة مقتنع بالجودة , أو كفء لها . وكذلك المؤهلات المدربة .
فهناك أعضاء لجان تقييم من أساتذة الجامعات , ومن المؤهلات الأخرى في قمة الوعي , والكفاءة , وهناك من الأعضاء من هم عكس ذلك , وهناك من كانت طاعة الرؤساء , واحترامهم سببا في وصولهم لتلك العضوية .
فالجودة تحتاج لرجال تتناسب قناعاتهم , وخبراتهم , وقدراتهم مع طبيعة المرحلة .
وحتى لا يحدث أن يتم اعتماد مؤسسة / مدرسة هي أقل مستوى من مؤسسات /مدارس أخرى كان حظها العثر أن تم تقيمها من قبل لجان واعية , فهذه المؤسسات لم تظلم , ولكن المؤسسات دون المستوى كانت أحسن حظا .
وليس من المعقول أن تنفذ سياسة تبنى على الحظ .
الموضوع ياسادة جد خطير , ويحتاج إلى مراجعات , ومناقشات كثيرة ,. وما كتبناه ما هو إلا رؤية نقدية وكلام في الجودة يحتاج إلى إعادة النظر والتفنيد وتقديم رؤى أخرى , وما هو إلا بمثابة إلقاء حجر .
حسين عبد المعبود