" الموت "
وأنا مسافر ...وعند كوبرى قها الجديد إذا بى أشاهد زحمة من الناس حول شاب ملقى على الأرض وجهه غارق بدمه ,رجله اليمنى مكسورة ولا يستطيع التنفس بشكل جيد
وإذا بى أشارك فى مسح دمه من على وجهه
وبدأ يفوق وينظر إلينا فى استغراب فأخذت أطمئنه أننا إخوانه وأنه بخيرفأمسك بى بشدّة يحاول القيام ويشير إلى صدره ويقول" انا حاسس بحاجة هنا ومش قادر آخذ نفسى "
والناس من حوله يطلبون الإسعاف ومن يظلل على وجهه من الشمس وتعرّفنا على اسمه إذا به يقول " محمد مصطفى مسلم " ثم قال" محمد مصطفى عسفان "وأحسست أنه يحتضر....فأخذت ألقّنه الشهادة حتى أفاق وأخذ يردد " لا إله إلا الله "
حتى جاءت الإسعاف وقدّر الله أن أركب معه وهو يطلب منا أن نرفعه ليقوم ويتنفس...وكنا نفعل ذلك_رغم أن المسعف كان يخبرنا ألا نفعل_ وهو الذى كان يجبرنا على ذلك إذ كان يحاول القيام ويمسك بنا ويكاد يقع من على النقّالةوأخبرته برفق أنه سيكون بخير إن شاء الله وأن أى وجع يشعر به يكفر عن ذنوبه وذكّرته بحديث النبى صلى الله عليه وسلّم " ....حتى الشوكة يشاكها إلا كفّر الله بها من خطاياه " ......
وأخذت ألقّنه الشهادة...فإذا به يشير باصبعه ويقول " أشهد أن لا إله إلا الله ...وأشهد أن محمدا رسول الله" حتى وصلنا المستشفى
وعندما وجّهناه إلى غرفة الآشعة .... وصل أبوه...فأخذ "محمد" يشير إلى صدره ويشتكى لأبيه من ضيق التنفس ويقول لأبيه بنظرة استعطاف " انا هموت يا بابا "ويرد الأب عليه " لا مش هتموت يا حبيبى "
ووصلت أمه وهى منتقبة....وكانت صامتة صابرة ومعها بعض البنات ووامرأتان ...أظنهن من الأقارب....ووصل أخوه وزملاء أبيه فى العمل والكل ينتظر خارج غرفة الإستقبال وندعو الله عز وجل.....والكل منتظر بلهفة
حتى أذيع خبر الوفاة ,فانهارت أمه والنساءفدخلت عليه ونظرت إلى وجهه....إذا هو أبيض وكأنه نائم فى هدوءوالكل يحتضنه وينادى باسمه " محمد ...محمد"فنظرت إليهم وقلت لهم : أنت أناس مئمنون ...قولوا إنا لله وإنا إليه راجعونمات على لا إله إلا الله.......والأم لم تصدّق الخبر .....وأخذت تردد وتقول " محمد ما متش "فدعوت الله عز وجل لى وله بالرحمة وأن يرزقنا حسن الخاتمة..........................
حقا إنه الموت عبرة لمن كان له قلب
وأنا مسافر ...وعند كوبرى قها الجديد إذا بى أشاهد زحمة من الناس حول شاب ملقى على الأرض وجهه غارق بدمه ,رجله اليمنى مكسورة ولا يستطيع التنفس بشكل جيد
وإذا بى أشارك فى مسح دمه من على وجهه
وبدأ يفوق وينظر إلينا فى استغراب فأخذت أطمئنه أننا إخوانه وأنه بخيرفأمسك بى بشدّة يحاول القيام ويشير إلى صدره ويقول" انا حاسس بحاجة هنا ومش قادر آخذ نفسى "
والناس من حوله يطلبون الإسعاف ومن يظلل على وجهه من الشمس وتعرّفنا على اسمه إذا به يقول " محمد مصطفى مسلم " ثم قال" محمد مصطفى عسفان "وأحسست أنه يحتضر....فأخذت ألقّنه الشهادة حتى أفاق وأخذ يردد " لا إله إلا الله "
حتى جاءت الإسعاف وقدّر الله أن أركب معه وهو يطلب منا أن نرفعه ليقوم ويتنفس...وكنا نفعل ذلك_رغم أن المسعف كان يخبرنا ألا نفعل_ وهو الذى كان يجبرنا على ذلك إذ كان يحاول القيام ويمسك بنا ويكاد يقع من على النقّالةوأخبرته برفق أنه سيكون بخير إن شاء الله وأن أى وجع يشعر به يكفر عن ذنوبه وذكّرته بحديث النبى صلى الله عليه وسلّم " ....حتى الشوكة يشاكها إلا كفّر الله بها من خطاياه " ......
وأخذت ألقّنه الشهادة...فإذا به يشير باصبعه ويقول " أشهد أن لا إله إلا الله ...وأشهد أن محمدا رسول الله" حتى وصلنا المستشفى
وعندما وجّهناه إلى غرفة الآشعة .... وصل أبوه...فأخذ "محمد" يشير إلى صدره ويشتكى لأبيه من ضيق التنفس ويقول لأبيه بنظرة استعطاف " انا هموت يا بابا "ويرد الأب عليه " لا مش هتموت يا حبيبى "
ووصلت أمه وهى منتقبة....وكانت صامتة صابرة ومعها بعض البنات ووامرأتان ...أظنهن من الأقارب....ووصل أخوه وزملاء أبيه فى العمل والكل ينتظر خارج غرفة الإستقبال وندعو الله عز وجل.....والكل منتظر بلهفة
حتى أذيع خبر الوفاة ,فانهارت أمه والنساءفدخلت عليه ونظرت إلى وجهه....إذا هو أبيض وكأنه نائم فى هدوءوالكل يحتضنه وينادى باسمه " محمد ...محمد"فنظرت إليهم وقلت لهم : أنت أناس مئمنون ...قولوا إنا لله وإنا إليه راجعونمات على لا إله إلا الله.......والأم لم تصدّق الخبر .....وأخذت تردد وتقول " محمد ما متش "فدعوت الله عز وجل لى وله بالرحمة وأن يرزقنا حسن الخاتمة..........................
حقا إنه الموت عبرة لمن كان له قلب